0

3- النظرية البنائية

تعتبر من النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة ,خصوصا مع بياجي . هدا الاخير الدي وجه انتقادات للمدرسة السلوكية و التقليدية بوجه عام . اد في نظره انها .تفرض على المتعلم عمله. و هو عمل مناف للسيكولوجية .فالسلوكية في نظره و المدرسة التقليدية,.تتغافلان خصوصية الطفولة و طبيعتها .و هو لا يفهم الطفولة على انها تشريب الطفل مجموعة من القيم و المعتقدات و العادات السائدة ,من أجل التسريع في تكوين الانسان الراشد- من منظور الكبار -.
و التربية عند بياجي ,يجب ان تعطى فيها الفرصة كاملة , للطفل كي يعيش طفولته و يحياها. يقول بياجي :ان التربية تكييف الفرد مع البيئة الاجتماعية المحيطة به بتوظيف ميولات الطفولة نفسها ).
و من هنا فالتربية الكلاسيكية بالنسبة اليه .تقوم على الضغط و التلقي السلبي ,و هو ما يجعل الطفل نسخة لنمودج خارجي .اي اعادة انتاج السائد و فق تصور الكبار له
و النظرية البنائية ايضا بنيت على اعتقاد مفاده ان الطفولة طبيعية ,و ان النمو العقلي يخضع لقوانين نمو ثابتة . و من تم استنتاجه ان لكل عمر مقومات لبد من مراعاتها
مثلا :من الولادة الى السنة الثانية :يكون نوع الدكاء عملي . (حسي حركي ) و من تم فالانشطة التعليمية لابد ان تهتم بما يعمل على تنمية الحواس .
من السادسة الى السابعة :دكاء ماقبل عملياتي لغوي بالاساس .نوع الانشطة التعليمية, تركز على تمكين الطفل على كيفية تمثيل العالم الخارجي بواسطة الكلمات و الرموز ,و فسح المجال للانشطة الحركية المتنوعة .
من 7سنوات الى السن 12 :يكون الدكاء عملياتي حسي و هنا يتمكن المتعلم من بناء المفاهيم المختلفة شريطة ان تكون مستقاة ,من الوقائع و الاشياء الحسية وقد يتمكن الطفل في هدا العمر من ادراك بعض القيم الاخلاقية و ادراك مفاهيم الوزن و الحجم و الطول و الكم و الزمن و المكان كدلك ,ادراك عملية بناء العدد و المجموعات الرياضية .
من 12 فما فوق .يكتسب الطفل دكاء عملياتي صوري .و يستطيع ممارسة العمليات المنطقية و الرياضية المختلفة في بناء المعارف سواء في الانطلاق من الافكار او من الاشياء. كما يمكنه بناء و اعادة بناء الانساق و النظريات و المبادء المجردة .
ان النظرية البنائية اعتمدت في بناء التعلم على المراحل النمائية للطفل .
فما هي المفاهيم التي انبنت عليها و ركزت عليها هده النظرية ؟
نجد من ضمن هده المفاهيم مفهوم التكيف , مفهوم الاستيعاب , و التلاؤم . مفهوم الموازنة و الضبط الداتي , مفهومالسيرورات الاجرائية . مفهوم التمثل و الوظيفة الرمزية , مفهوم خطاطات الفعل
و نجد من ضمن مبادئ هده النظرية في التعلم :
--
ان التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الدات و الموضوع .
-
التعلم يقترن باشتغال الدات على الموضوع .
-
الاستدلال شرط لبناء المفاهيم .
-
الخطأ من شروط التعلم و الفهم كدلك 
-
التعلم يقترن بالتجربة و ليس بالتلقين .
و هكدا ينصح بياجي المدرسين بضرورة جعل المتعلم يكون المفاهيم , ويضبط العلاقات بين الظواهر بدل استقبالها عن طريق التلقين . و و لابد من دفع المتعلم الى اكتساب السيرورات الاجرائية للموضوع قبل البناء الرمزي لها .و جعله يضبط بالمحسوس الأجسام و العلاقات الرياضية بشكل ,يراعي مراحل المتعلم النمائية . و العمل على اكساب المتعلم مناهج و طرائق التعامل.. 
مع المشاكل و جمع المعطيات و استثمارها و بلورة النتائج في صيغة قضايا و قوانين . و العمل كدلك على تعويد المتعلم على المقاربة الاستكشافية ,عوض الاستظهار العقيم للأفكار و النظريات . ثم العمل هلى تدريبه على التعامل مع الخطأ كخطوة في اتجاه المعرفة الصحيحة و تمكينه من المراقبة و التصحيح الداتي
هكدا يتضح بجلاء ان النظرية البنائية اسهمت بشكل عميق و فعال في الانتقال من صيغ التربية الكلاسيكية التي لا تعترف بالطفل الى بلورة منظور بيداغوجي فعال و نشط ينطلق من الطفل و يجعله غاية في نفس الوقت .
الا انه و رغم أهمية هدة النظرية فقد وجهت لها انتقادات عدة . ندكر من بينها :
--
الكونية المفرطة المسندة الى المستويات البنيوية لمراحل النمو و ربطها بمراحل عمرية خاصة
-
التقليل من كفاءات الطفل الصغير اد ان الطفل في سنواته الأولى يستطيع ان يتحكم في لغة امه و يمتلك القدرة على انجاز جمل و تركيبات لغوية مختلفة تمكنه من النتعبير عما يريد .كدلك ان طروحاته متمركزة حول الدات .
-
اغفال بياجي لمسارات النمو المعرفي بعد المراهقة
-
الافراط في الأهمية الممنوحة لنشاط الدات . مع اهمال لدور العوامل الاجتماعية و الثقافية و السياقية و التعليمية في تكوين البنيات المعرفية .
كل هده العوامل استوجبت تعديلا جديكا من قبل البنائيين الجدمن أمثال nelson-anderson -karmileff/smith .
فهم ينظرون على عكس بياجي الى النمو و التعلم كسيرورتين متمايزتين . و كدلك تأكيدهم ,على أن القدرة الانتباهية لا تشكل لوحدها العامل المسؤول على نمو الأنشطة المعرفية بل ان عوامل أخرى مثل العلاقات الاجتماعية و الادراك و الصور الدهنية و معالجة المعلومات عوامل اساسية في نشاط الفرد
و شكرا على تتبعكم و في الحلقة القادمة ان شاء الله سنتحدث عن النظرية المعرفية في التعلم .



4- المقاربة البنائية المعرفية

لقد ركزت هده النظرية على سيرورات الاكتساب بما في دلك سيرورة النمو . فعلى عكس السلوكية التي تركز على التعلم و تعرفه بواسطة أثر البئة في السلوك و بمعزل عن أهمية النضج اد اعتبرته كنشاط تابع للعوامل الخارجية و لا يتجاوز حدود السلوك . 
و على خلاف بنيوية بياجي ,التي تهمل التعلم و لا تعطي الأولوية الا للنمو الدهني للطفل ,بحيث يتم الانتقال من الفعل الحركي المجرد عبر مراحل كبيرة للنمو . فان المعرفية تتبنى مواقف التفاعل بين ماهو داتي داخلي للفرد و ما هو خارجي اجتماعي و بين التمثلات التصورية الرمزية و العملية الحسية .بين المعارف التصريحية و المعارف الخاصة الاجرائية . بين الاشتغالات اللاواعية و بين الاشتغالات المراقبة الواعية . 
فماهي أهم المبادء المأطرة لهده النظرية ؟
من اهم هده المبادي ,تعويض السلوك بالمعرفة . كموضوع لعلم النفس . فاصبحت المعرفة هي الظاهرة السيكلوجية بامتياز . 
و ركزوا على ان التفاعل بين الفرد و المحيط اثناء التعلم هو تفاعل متبادل .اد انه لامعارف دون سياق واقعي تنتج و تستعمل فيه ,و ايضا ليس هناك محيط دون معارف تنظمه و تمنحه معنى . 
ويمكن ان نلخص مفهوم هده النظرية في التعلم فيما يلي : 
-التعلم هو تغيير للمعارف بدل تغيير للسلوك و معنى دلك انه سيرورة داخلية تحدث في دهن الفرد .
-التعلم هو نشاط دهني يفترض جملة من العمليالت .مالادراك و الفهم ,و الاستنباط . 
- التعلم لا يكمن فقط في اضافة معارف جديدة بل في تشكيلها و تنظيمها في بنيات من قبيل الخطاطة ,النمودج الدهني والنظرية ...........
- التعلم يكون تابعا للمعارف السابقة .لان بدالك يتحدد ما يمكن ان يتعلم لاحقا . 
-التعلم هو نتيجة التفاعل المتبادل بين الفرد و المحيط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

جميع الحقوق محفوظه © تكوين

تصميم الورشه